نهاية العالم: بين نبوءات السماء وتحذيرات العلم... هل اقتربت الساعة؟"
منذ بداية التاريخ البشري، لطالما تساءل الإنسان عن نهاية هذا العالم: متى ستكون؟
كيف ستحدث؟ ولماذا؟ تختلف الإجابات باختلاف الحضارات والأديان والعصور، لكن القاسم
المشترك بينها جميعًا هو الاعتقاد بأن النهاية قادمة لا محالة. --- أولاً: نهاية
العالم في الأديان السماوية في الإسلام، تُعرف نهاية العالم بيوم القيامة، حيث
يُنفخ في الصور، وتُبعثر القبور، ويُحاسب الإنسان على أعماله. تسبقها علامات كبرى
مثل خروج الدجال، ونزول سيدنا عيسى، وظهور يأجوج ومأجوج. في المسيحية، تُعرف
النهاية باسم "نهاية الزمان"، ويُذكر فيها ظهور المسيح الدجال، وحرب هرمجدون، وعودة
المسيح ليُقيم السلام ألف سنة قبل يوم الحساب. في اليهودية، تتحدث بعض التقاليد عن
مجيء "المسيح المنتظر" وبداية عصر جديد من السلام والعدل، يسبق نهاية الزمان. ---
ثانيًا: العلم وتوقعات نهاية العالم لا يتحدث العلم عن "نهاية العالم" من منظور
ديني، بل من خلال دراسات فلكية وبيئية وفيزيائية. ومن أبرز السيناريوهات العلمية:
اصطدام كويكب بالأرض: كما حدث في انقراض الديناصورات، فإن اصطدام جرم سماوي كبير قد
يؤدي إلى دمار شامل. الاحتباس الحراري وتغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة بشكل
متسارع يهدد الحياة على الأرض عبر ذوبان الجليد، وارتفاع البحار، والجفاف
والمجاعات. انفجار شمسي قوي: يمكن أن يعطل التكنولوجيا ويُحدث فوضى عالمية. انتشار
وباء عالمي مميت: مثل كوفيد-19 ولكن أكثر فتكًا، قد يؤدي إلى انهيار الحضارات. ثقب
أسود أو انفجار نجمي قريب: ظواهر كونية قد تبتلع كوكب الأرض في لحظة دون سابق
إنذار. --- ثالثًا: نهاية العالم في الخيال والفنون تناولت الكثير من الأفلام
والروايات نهاية العالم بطرق متنوعة: الزومبي، الحروب النووية، سيطرة الذكاء
الاصطناعي، غزو الكائنات الفضائية، وغيرها. هذه الأعمال تعبّر عن مخاوف الإنسان
الداخلية من المستقبل المجهول. --- رابعًا: بين الخوف والأمل... ماذا نفعل؟ سواء
كانت النهاية قريبة أو بعيدة، فإن التفكير في مصير العالم يدفعنا إلى: احترام
البيئة والحفاظ على الكوكب. التعايش السلمي بين البشر لتجنب الحروب المدمرة. تعزيز
البحث العلمي لفهم الأخطار القادمة والاستعداد لها. الرجوع إلى القيم الروحية التي
تمنح الإنسان الطمأنينة وسط هذا الغموض. --- خاتمة: هل النهاية بداية جديدة؟ ربما
لا تكون نهاية العالم هي الفناء المطلق، بل بداية لمرحلة جديدة لا نعلمها. فكما
يقول القرآن الكريم: "كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام". تبقى
النهاية لغزًا غامضًا... لكن السؤال الحقيقي ليس متى ستأتي، بل: هل نحن مستعدون
لها؟

تعليقات